(1) البارسك (Parsec) : هي المسافة التي يبعدها النجم عن الراصد ، بحيث
يكون اختلافه الظاهري ثانية قوسية واحدة ، ويساوي 3.26 سنة ضوئية ، وتجدر
الإشارة إلى أن المسافات في الفضاء تقاس بالسنة الضوئية وهي وحدة القياس
الفلكية ، حيث السنة الضوئية هي المسافة التي يقطعها الضوء في سنة أرضية
كاملة ، علمًا بأن سرعة الضوء تساوي 300 ألف كيلومتر في الثانية . وتقدر
السنة الضوئية بحوالي 946 × 1010 كم ؛ أي أن السنة الضوئية تعادل مسافة 9.3
تريليون كم .
(1) جودة التركماني ،
الجغرافيا العامة ، أصول ومبادئ ، القاهرة ، 2001م ، ص ص 18 – 19 .
ولقد سجل القرآن الكريم اتساع المسافات بين النجوم في قوله تعالى :
وأقرب النجوم إلينا الشمس ، وأقرب نجم لنا بعدها يقع على بعد 43 مليون كم .
3- الكواكب (Planets) :
هي أجسام صغيرة نسبيًّا باردة معتمة بذاتها ولا تشع ضوءًا أو حرارة ،
حيث إن الكواكب تستمد ضوءها وحرارتها من النجوم ، ويمكن تمييزها عن النجوم
بأنها ذات ضوء خافت وثابت لا يهتز . وتتغير مواقعها بسرعة في السماء ؛
لأنها تدور حول النجوم . وتدور الكواكب وعددها عشرة حول الشمس في مدار
بيضاوي .
4- الكويكبات (Asteroids Planetoids) : هي أجسام فضائية تشبه الكواكب في خواصها ، ولكنها أصغر منها في الحجم ،
وينتشر عدد كبير منها في المجموعة الشمسية بين كوكبي المريخ والمشتري .
5- الأقمار (Satellites) : هي الأجسام التي تتبع الكواكب ، والتي تدور في أفلاك خاصة حولها(2). وهي
أجسام باردة أصغر حجمًا من الكواكب ، وترتبط معها بالجاذبية . وتشبه
الكواكب في أنها أجسام معتمة وأنها لا ترى إلا إذا سقط ضوء النجم عليها .
وبعض الكواكب له أكثر من قمر يدور حوله وبعضها ليس له أقمار . ومن البديهي أن تكون الأقمار التابعة لأي كوكب أصغر في أحجامها منه .
6- المذنبات (Comets) : هي أجسام سماوية مضيئة عندما تقترب من الشمس تلتهب وتندلع منها ذيول طويلة
من اللهب تنير الفضاء ، قد يستمر ظهورها عدة أسابيع ، ولا يمكن رؤيتها إلا
إذا اقتربت من مدار الأرض ، وتنطلق المذنبات في الفضاء بسرعة هائلة ، وتكون
أفلاكها لهذا السبب شديدة الاستطالة .
ومن أقدم وأشهر المذنبات التي عرفت في الكون مذنب هالي (Haley) ، ويمكن
مشاهدته من الأرض مرة كل 76 سنة ، وهي المدة التي يستغرقها دورانه في فلكه
حول الشمس . وأحيانا ما يقترب أحد المذنبات من الأرض بدرجة تؤدي إلى
ارتطامه بها ، كما حدث فعلا في سنة 1908 م . عندما سقط في سيبيريا مذنب
صغير يصل وزنه حوالي مليون طن فحفر حفرة سعتها عدة كيلومترات وعمقها عدة
أمتار . إلا أن مثل هذه الحوادث نادرة جدًّا .
7- السدم (Nebulae) :
هي مجموعة هائلة من أجسام غازية تظهر في السماء على شكل سحاب والغازات التي
تتكون منها رقيقة متوهجة ، وبعضها معتم يعكس ضوء النجوم القريبة منه ،
والسدم أو السدائم كما يسميها البعض أهم أنواعها : السدم الكوكبية ، والسدم
المجرية ، والسدم فوق المجرية ، وتعد الأخيرة أعظم السدم حجمًا ، حتى أن
بعض الفلكيين يضعونها أو بعضها على الأقل ضمن المجرات(1) .هي مجموعة هائلة
من أجسام غازية تظهر في السماء على شكل سحاب والغازات التي تتكون منها
رقيقة متوهجة ، وبعضها معتم يعكس ضوء النجوم القريبة منه ، والسدم أو
السدائم كما يسميها البعض أهم أنواعها : السدم الكوكبية ، والسدم المجرية ،
والسدم فوق المجرية ، وتعد الأخيرة أعظم السدم حجمًا ، حتى أن بعض
الفلكيين يضعونها أو بعضها على الأقل ضمن المجرات(1) .
(2) سورة الواقعة الآية : 75 ، 76 .
(1) الأفلاك : هي المدارات التي تدور فيها الأقمار .
8- النيازك والشهب (Meteorites & Meteoroids) : النيازك (Meteorites) : هي أجسام كونية صلبة
كبيرة الحجم ، تحترق جزئيًّا عند احتكاكها بالغلاف الجوي ، ويمكن أن تتساقط
منها أجزاء على سطح الأرض بفعل الجاذبية . وتعتبر النيازك النوع الوحيد من
الأجسام الفضائية التي تصل إلى الأرض من الفضاء ، ومعظمها ذات أشكال
مخروطية وسطها مجعد ، وتتكون أساسًا من الحديد بنسبة عالية (%90) من النوع
المسمى بالأسيت ، وقد تم العثور على نيزك في إسنا بصعيد مصر سنة 1973م وزنه
33 كيلوجرام .
الشهب (Meteoroids) : هي أجسام سماوية صلبة صغيرة
الحجم تسبح في الفضاء حول الشمس ، وإذا مرت الأرض بمدارها فإن احتكاكها
بالغلاف الجوي للأرض يرفع درجة حرارتها إلى درجة الاحتراق ، ويمكن رؤيتها
تجري في السماء بسرعة كبيرة تصل إلى 150 ميلاً في الثانية ، وكأنها تجر
خلفها ذيلا طويلا هو في الواقع آثار احتراقها أثناء حركتها السريعة ،
وغالبًا ما يحدث لها احتراق كامل وتتفتت إلى ذرات صغيرة ، فتسقط على الأرض
في صورة غبار وأتربة فضائية أو تفنى تمامًا بالبخر(2) .
مكونات المجموعة الشمسية : من منا لا يعرف المجموعة الشمسية وكواكبها ، ولكن أحيانا يختلط علينا الأمر
؛ لوجود العديد من الأجسام الكونية ، وكثيرًا ما كان الإنسان يجول ببصره
نحو السماء متسائلا عن سر وجود هذه الأجسام ، فاعتقد إنها نهاية سوداء
للكون محتوية على مصابيح تختلف في درجة لمعانها ، وبقي مُسَلِّمًا بما يرى
فترة طويلة من الزمن .
تتكون المجموعة الشمسية من نجم واحد وهو الشمس ، يحيط به مجموعة من الكواكب السيارة التي تدور حوله .
وفيما يلي وصف لأهم مكونات المجموعة الشمسية :
1- الشمس : هي جسم غازي كروي ضخم ، يبلغ حجمه نحو 1.3 مليون مرة قدر حجم الكرة الأرضية
، ولكي تتخيل عزيزي القارئ أبعاد الكتلة الهائلة للشمس فإننا إذا افرضنا
أن الشمس كرة جوفاء ، ووضعت الأرض بداخلها في موضع المركز ، لكان بعد سطح
الأرض من سطح الشمس نحو 695 ألف كيلومتر .
ويبلغ قطر الشمس 1.4 مليون كم ، ورغم هذا الحجم الهائل ، فالشمس نجم متواضع
الكتلة بالقياس إلى معظم النجوم العملاقة ، وتتم الشمس دورتها حول نفسها
مرة كل شهر واحد تقريبًا ، والشمس هي النجم الوحيد المضيء من تلقاء نفسه في
مجموعتنا الشمسية ، فهي مصدر الضوء والحرارة لبقية أفراد المجموعة المكونة
من كواكب معتمة . ويعتقد بأن الطاقة الحرارية للشمس مصدر تحول جزيئات
الهيدروجين إلى هيليوم بمعدل أربعة ملايين طن في الثانية .
وتبلغ درجة الحرارة داخل الشمس نحو 30 مليون درجة في أعماقها ، بينما تقدر
درجة حرارة السطح الخارجي للشمس بنحو 7000 درجة مئوية ، وهذا السطح هو مصدر
الطاقة الجبارة التي تستمد منها الكواكب ضوءها وحرارتها ، ولهذا فإن كمية
ما يتلقاه كل كوكب من هذه الطاقة يتوقف على حجمه وبعده عن الشمس وحركته
وطبيعة مكوناته وما يحيط به . ولهذا كان حجم الأرض وموقعها من المجموعة
الشمسية وحركتها حول نفسها من ناحية وحول الشمس من ناحية أخرى ، ثم طبيعة
غلافها الغازي كلها أمور ذات أهمية بالغة في تحديد بيئتها الطبيعية ، ومن
ثم كانت أهميتها لدارسي
الجغرافيا .
والشمس بالنسبة لسكان الأرض أبهى وأهم نجم في الكون ، وهي تهيمن على كل
أفراد أسرتها ، فكل الكواكب تتحرك في مدارتها تحت تأثير جاذبيتها ، ومن
أشعتها تنبعث الطاقة التي هي مصدر كل حركة وحياة على سطح الأرض
وتقسم الأشعة الشمسية حسب أطوال موجاتها إلى ثلاثة أنواع رئيسية هي(1) .
أ – أشعة غير مرئية : ومعظمها أشعة حرارية ، وتبلغ نسبتها نحو %51 من مجموعة الإشعاع الشمس ويتفاوت طول موجاتها بين 0.9 – 0.8 ميكرون .
ب- أشعة مرئية : ويتراوح طول موجاتها بين 0.8 – 0.3 ميكرون ، وهي التي تسبب الضوء وتبلغ نسبتها %37 من مجموع الأشعة الشمسية .
جـ – أشعة فوق بنفسجية :
وهي مهمَّة بنسبة %12 من جملة الأشعة الشمسية ، ويتراوح طول موجاتها بين
0.4 – 0.1 ميكرون . ولا يصل منها إلى سطح الأرض إلا قدر ضئيل للغاية ؛ لأن
غاز الأوزون يحتجز معظمها على ارتفاع يتراوح بين 5 – 3 كم ، حيث تختلط
بالأشعة الزرقاء فتبدو السماء بلونها الأزرق المعروف .
2- الكواكب : هي أجسام صخرية معتمة لا تضيء بنفسها ، وإنما تستمد نورها من الشمس . وهي
تختلف عن بعضها في الحجم والكثافة والكتلة والبعد عن الشمس . وتتكون
المجموعة الشمسية من عشرة كواكب ، تقع كلها في مستوى واحد تقريبًا ، وتدور
في مدارات بيضاوية حول الشمس (النجم الأم) من الغرب للشرق ، ومن الأقمار
يصل إلى 31 قمرًا تدور حول الكواكب . وينتمي إلى هذه الكواكب مجموعة
الكويكيبات التي يصل عددها إلى أكثر من 2000 كويكب وتقع في مدار بين كوكبي
المريخ والمشتري ، وذلك بخلاف عدد كبير من المذنبات والشهب والنيازك .